"هاتشيكو" ..عندما يكون للولاء غير المحدود اسماً !

ربما لم يحالفك الحظ يوما باقتناء كلب ...لكنك بالتاكيد قد سمعت قصصاَ عن مدى ولاء هذه الكائنات الرائعة و عن وفائهم الغير محدود . 

فالكلاب يا عزيزي ليست مثل البشر .. فكلبك لن يمتنع عن الحديث معك لانك ربما قد فعلت شيئا اغضبه . و لن يبيح باسرارك ان رفضت تحقيق امنية له, كما ان كلبك لن يطلب منك الكثير, المأوى ..قليل من الطعام ..و قليل من الحب و في المقابل سيعطيك كل شيء ..فانت هو الشيء الوحيد في حياة كلبك فهو على اهبة الاستعداد لفعل اي شيء من اجلك ..حتى و ان ضحى بحياته ..هذه الكائنات الرائعة هي معنى الوفاء في عالمنا و اليوم نخبركم عن قصة مذهلة ستجعلك تتمنى ان يكون لديك كلباً ان لم يكن لديك بالفعل. 

قصتنا جرت احداثها في طوكيو-اليابان في بدايات القرن العشرين ..ما بين 1923 و 1935 ..هي الفترة التي عاش فيها بطل قصتنا ..كلب من نوع "آكيتا" النادر . 

اعتاد مرتادي محطة قطار "شيبويا " ان يروا كل يوم في الصباح هذا الكلب الجميل و هو يحيي البروفسيور "هيداسبورو" الاستاذ بجامعة طوكيو قبل ان يستقل البروفسيور القطار في طريقه الى عمله و اعتادوا ان يروا الكلب في انتظار البروفسيور ليحيييه ايضا عند عودته من عمله . 

لا احد يعلم بالظبط اين ولد "هاتشيكو" او متى ..و لكن ما يعلمونه هو ان كان هناك رابطا عميقا جدا بينه و بين البروفسيور ..فالبروفسيور لم يكن "مالك " هاتشيكوا و لكنهم كانوا اقرب ما يكون الى اصدقاء مقربين جدا. 

ففي احد الليالي الباردة بينما كان البروفسيور على محطة القطار وجد هذا الجرو التائه وحيدا .. لم يكن هناك اي شيء يدل على من اين اتى هذا الكائن الجميل ..و لكن البروفسيور شعر في الحال انه لن يستطيع تركه وحده .. فاخذه المنزل ليحميه من برودة الليل حتى يجد مالكه او يجد من يربيه عنده .. و لكن بمرور الايام وجد انه قد اصبح مرتبطا جدا به و لم يستطع التخلي عنه و تركه لشخص آخر ليتبناه ..و هكذا اصبح الاثنان لا يفترقان .

بمرور الايام اعتاد اهل المدينة رؤية هاتشيكوا في الصباح و المساء و هو يودع صاحبه في الصباح و وهو يحيي عودته في المساء على محطة القطار ..و استمر هذا الروتين لا ينقطع يوما ..حتى اتى يوما ذهب فيه البروفسيور و لم يعد ..لقد توفى اثناء عمله في الجامعة . 

برغم محاولات الجميع لاعادة الكلب للمنزل و جعله يتوقف عن العودة لمحطة القطار الا انه استمر كل يوم في الانتظار في مكانه المعتاد من الصباح الى المساء كل يوم ..لا يغادر مكانه و لا يغير وضعه ..منتظرا عودة صديقه ليحييه كعادتهم و ليقضييان وقتهما معاَ كما اعتادا . 

استمر هاشتيكوا في هذا الانتظار لمدة 9 سنوات و 9 اشهر و 15 يوما !! 

لم يتوقف عن انتظار صديقه حتى مات و هو في انتظار عودة صديقه ..مات بعد ان ضرب مثالا في الوفاء الغير محدود و ليثبت لنا ان الكلاب كائنات لا تستحق فقط الرعاية بل و تستحق الحب و الاحترام فوق كثيرا ما نتخيل .. 

اثرت هذه القصة كثيرا في اليابان حتى اقاموا له عدة تماثيل اشهرهم في مكان انتظاره في المحطة على وضعية انتظاره ..وضعت هذه التماثيل في عدة اماكن في المدينة لتصبح تذكارا و تخليدا لذكرى هاتشيكوا الذي يضرب به المثل في الوفاء .

بعد 90 عاما ..تم نصب هذا التمثال ليمثل عودة الصديقان الى بعضهما لمرة اخيرة 

تم اصدار فيلم رائع عن قصته في عام 2009 باسم “Hatchi” 

ان لم تكن شاهدت هذا الفيلم بالفعل فعليك مشاهدته ..انه فيلم قادر و بصدق على تغيير نظرتنا الى هذه الكائنات الرائعة .

في المرة القادمة التي تنظر فيها الى كلبك حاول ان تتخيل كم الحب الذي يكنه لك هذا الكائن و كم مطلق و غير محدود ولاءه لك .